من المعروف أن عملية زراعة الشعر تعتمد بشكل كبير على مبدأ المنطقة المانحة، حيث تكون هذه المنطقة موجودة في أسفل وجوانب الرأس وتتميز بأنها تحمل شعر قوي ومقاوم للصلع. يستفيد الطبيب من المنطقة المانحة عن طريق أخذ الشعر السليم منها وزرعه في المناطق المصابة بالصلع، فيحصل الطبيب بالنتيجة على شعر كامل مقاوم للصلع. إن عمليات زراعة الشعر بمختلف تقنياتها تعتمد منذ البداية على هذا المبدأ، لكن في حالات متقدمة من الصلع قد تكون المنطقة المانحة في الرأس ضعيفة وغير قابلة للاستخدام في عملية زراعة الشعر، فهل يمكن في هذه الحالة اللجوء إلى مناطق أخرى في الجسم لاستخرج الشعر منها؟ وماهي المخاوف والعقبات التي تمنع ذلك؟
سنناقش في هذا المقال كل ذلك بالتفصيل:
بشكل عام فإن شعر الجسم ليس بجودة شعر الرأس الطبيعي حيث يكون غالباً مختلف من حيث النوع وطبيعة النمو، لذلك فإن الأطباء بشكل عام لا ينصحون باستخدام شعر الجسم كمنطقة مانحة في عملية زراعة الشعر. مع ذلك فإن زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم ممكنة في بعض الحالات التي يحددها الطبيب بعد المعاينة، وتكون الأولوية لاستخدام شعر الذقن أو يمكن استخدام شعر الظهر، الصدر أو الساقين. حيث يتم أخذ بصيلات الشعر مباشرة من المنطقة المانحة تحت التخدير الموضعي باستخدام أداة صغيرة تتراوح سماكتها بين 0.75 ملم الى 1 ملم. ويقوم الطبيب بخلق شق دائري صغير داخل الجلد المحيط بالبصيلة ويتم سحبها مباشرة من موضعها وحفظها في سائل مغذي ومن ثم وضعها في المنطقة المستقبلة.
الفرق الأبرز بين زراعة الشعر العادية وزراعة الشعر باستخدام شعر الجسم هو انه بدلاً من اخذ الشعر من مؤخرة فروة الرأس التي تتمتع بكثافة عالية سيأخذ الأطباء الشعر من مناطق أخرى من الجسم، غير ذلك فإن الية العملية تتم بشكل طبيعي ومشابه لعملية زراعة الشعر العادية.
يوجد بعض الفوارق الهامة التي تجعل شعر الرأس مختلفاً عن شعر الجسم وينبغي على المريض معرفة ذلك جيداً قبل الإقدام على عملية زراعة الشعر هذه. أهم النقاط تتلخص في: اختلاف البيئة التي ستقوم بحضن الشعرة المزروعة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل اللون، السماكة، البنية او تركيب الشعرة. بناء على ذلك يمكن تلخيص المخاوف التي قد يواجهها المريض عند الإقدام على العملية ب:
1- احتمالية عدم تقبل فروة الرأس لشعر الجسم بسبب الاختلافات المذكورة سابقاً.
2- احتمالية موت الشعر المزروع بعد سنتين أو ثلاث سنوات.
1- الشعر المزروع سيكون أقل جودة من شعر الرأس الطبيعي.
2- من أجل الحصول على نتيجة ناجحة يجب زراعة عدد أكبر بكثير من الذي يحتاجه المريض بشكل طبيعي، وذلك لأنه لو زرعنا 1000 بصيلة قد تكون 500 منها فقط سليمة.
3- نسبة نجاحها أقل من نسبة نجاح زراعة الشعر التقليدية (قد تصل نسبة نجاح زراعة الشعر العادية إلى 97%).
بشكل عام فإن استخدامه مفيد لأولئك الذين فقدوا المنطقة المانحة بالرأس بشكل جزئي أو كلي نتيجة حوادث أو أمراض أو ما شابه.
إن زراعة الشعر باستخدام شعر الجسم هو مخاطرة لا يحبذها الأطباء في الوضع الطبيعي، لكن يمكن في حالات معينة أن يقرر الطبيب إمكانية تنفيذ هذا النوع من العمليات.